السلام عليكم
كلما زدت في القراءة الجهرية على بنتي كلما ازدادت نوبات الصرع عليها وبشدة
والاكتفاء بالقراءة الحفية تقل عدد نوبات الصرع ومتباعدة عن البعض ولكن في كلا القراءتين ما تم العلاج رغم طول مدة العلاج حيث سنين
اي القراءتان ترون ان استمر عليها؟
عبد الصمد
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،
بخصوص سؤالك أخي المكرم ( عبدالصمد ) حول أيهما أفضل القراءة على المصروع جهراً أم سراً ، فاعلم يا رعاك الله أن الأولى بل الصحيح في حق المعالج هو القراءة الجهرية ، حيث أن من قواعد الرقية الشرعية هو ( الابتعاد عن مواضع الريبة والشك ) و، حيث أنني قد ذكرت في كتابي ( القواعد المثلى لعلاج الصرع والسحر والعين بالرقى ) جملة من القواعد التي لا بد أن يلتزم بها المعالج في العلاج والاستشفاء ، ولأهمية هذا الموضوع أنقل لك أخي الكريم ما ذكرته في كتابي آنف الذكر :
ومن القواعد الهامة التي لا بد أن تترسخ لدى المعالِج هو الابتعاد عن مواضع الريبة التي توقع العامة في لبس وفهم خاطئ ، كالقراءة بصوت منخفض ، أو التصرف بإشارات مبهمة غير واضحة أو غير معلومة ، بحيث لا يميز المريض ما يقرأه المعالِج أو يقوله أو يفعله ، والأولى القراءة بصوت مسموع لكي لا يكون في الأمر ريبة أو شك ، وقس على ذلك الكثير مما يجب أن يراعيه المعالِج مع المرضى من العامة والخاصة 0
قلت تعقيباً على ما ذكرته آنفاً : ( القراءة بصوت مسموع ) : وليس كما يفعل البعض من القراءة بصوت مزعج أو استخدام السماعات والميكرفونات ذات التردد العالي الذي يزعج المرضى والحاضرين ويخرج القراءة عن هدفها المنشود ، وليس الهدف من إباحة استخدام بعض الأجهزة كما بين العلماء حفظهم الله إلا إيصال صوت المعالج للمرضى وذلك بقراءة القرآن والدعاء بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، بحيث يقرأ القرآن بخشوع وتدبر من قبل المعالج ، وكذلك سماعه من قبل المرضى بتدبر وتأمل وفِقه معانيه العظيمة ، هذا هو الهدف والغاية من الرقية والاستشفاء بها ، أما ما يفعله كثير من المعالجين اليوم في استخدام هذه الأساليب بحيث تخرج حتى من التأدب مع قراءة كتاب الله ، فهي أخطاء لا بد أن تقوم لكي نظهر حقيقة هذا العلم والغاية والهدف الذي شرع من أجله والله تعالى أعلم 0
يقول الأستاذ أبو أسامة محي الدين : ( إن الشيطان لا يدع فرصة للدخول منها إلى النفس البشرية إلا وانتهزها ، ومن ذلك مواقف الشبهات واللبس والغموض والوسوسة ، ولذلك يجب على المسلم ألا يقف موقف الشبهات وإذا حدث ذلك فيوضح للناس حاله ومسلكه والغرض من أفعاله حتى لا يدخل الشيطان بينه وبين المسلمين بالوسوسة والإفساد ) ( عالم الجن والشياطين من القرآن الكريم وسنة خاتم المرسلين - ص 140 ) 0
يقول الأستاذ علي بن محمد ياسين : ( لا بد للراقي أن يكون واضحاً في رقيته ، لا يعلوه أو يعلو رقيته غبش أو تلبيس ، يقرأ بصوت واضح مفهوم ليُعلم عنه ماذا يقرأ ؟! وكيف يقرأ ؟! فلا يهمهم أو يتمتم ، ولا يأتي بحركات أو أفعال غريبة بعيدة عن الرقية الشرعية السهلة الميسرة ، بل عليه التقيد بما ورد ، وكيف كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل حال رقيته ، لتتميز قراءته بكلام الله والأدعية الشرعية عن همهمات السحرة والدجالين ، ويتضح منهجه الشرعي عن غيره ، فتحصل بذلك المنفعة للناس ويتميز برقيته الشرعية عن أولئك ) ( مهلاً أيها الرقاة – ص 42 ، 43 ) 0
ورسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة في السلوكيات والأخلاقيات ، فقد ثبت في الصحيحين عن صفية بنت حيي زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم معتكفا فأتيته أزوره ليلا فحدثته ثم قمت لأنقلب فقام معي ليقلبني – أي يرجعني إلى بيتي - وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد ، فلما رأيا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسرعا ، فقال لهما : على رسلكما إنها صفية بنت حيي 0 فقالا : سبحان الله يا رسول الله ، فقال : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شرا - أو قال شيئا ) ( متفق عليه ) 0
قلت : ومن هنا كان حريا بالمعالِج الاهتمام بهذه الجزئية غاية الاهتمام وتوخي الدقة في كافة التصرفات والسلوكيات المنهجية قولا وفعلا ، دون الخوض في أمور مبهمة أو تصرفات عشوائية ، ولا بد من تقديم صورة واضحة نقية عن الرقية الشرعية وضبطها بالقواعد والأصول والأحكام التي لا بد أن تتحلى بها ، وبالتالي تبدو الرقية علما شرعيا يستفيد منه القاصي والداني وينظر اليه بفخر واعتزاز ، ويصبح نواة وأساسا لحل وشفاء كثير من المشكلات المتعلقة بالأمراض العضوية والنفسية والروحية 0
هذا الأمر بشكل عام ، أما بخصوص حالة ابنتك والقراءة عليها ، فلك أن تقرأ جهراً أو سراً ، مع أن الأولى هو القراءة الجهرية حيث أن تأثير ذلك أشد وأقوى كما هو معلوم عند أثبات المعالجين بالرقية الشرعية 0
هذا ما تيسر لي أخي الكريم ( عبدالصمد ) سائلاً المولى عز وجل أن يرزقنا وإياكم الإخلاص في القول والعمل إنه سميع مجيب الدعاء 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم